مصانع الأسمنت تحرق أشجار النخيل !!

مفاجأة غير سارة.. كشف عنها عضو مجلس الشعب عن اسيوط ياسر عمر ألا وهي استخدام مصانع الأسمنت بمحافظة أسيوط لأشجار النخيل كوقود بدلا من المازوت.. ودفع أموال مغرية مما جعل الكثير من المزارعين يسرعون لاقتلاعها ليس بالمحافظة فقط ولكن بمحافظات عدة.. وهو ما يهدد بكارثة تعادل ما حدث جراء انتشار مرضي سوسة وايدز النخيل الذي جعلنا نفقد الآلاف من اشجار النخيل الذي يعد ثروة قومية لما يدره من دخل يتمثل في ثماره والصناعات القائمة عليه.
* ياسر عمر.. عضو مجلس الشعب والذي سارع بتقديم طلب الاحاطة الذي سيتم مناقشته في الدورة الجديدة للمجلس.. يقول:
فوجئت أثناء ذهابي لمحافظتي أسيوط باختفاء العديد من أشجار النخيل من مناطق عدة بالمحافظة وهي التي اشتهرت بها وعدد من محافظات الصعيد.. وبعد البحث اكتشفت ان هناك كارثة جديدة تهدد هذه الثروة.. حيث يستخدمها مصنع الأسمنت كوقود منذ ثلاثة أشهر بدلا من المازوت الذي ارتفعت أسعارها مؤخراً أما طن النخيل فسعره رخيص "150 جنيها" وقد قام المصنع بتركيب ماكينة جديدة لتقليل الانبعاث السييء الناتج عن حرق هذه الأشجار الكاملة وليست مخلفاتها الزراعية.. وكانت حجة البعض ان هذه الأشجار تعطي طاقة كبيرة.. ولكن أقول ان ما قام به هذا المصنع هو اهدار لثروة هامة لدينا تدر دخلا للبلد.. ورغم اتخاذ محافظ أسيوط العديد من الاجراءات لوقف هذه المذبحة.. إلا أن المزارعين قاموا بتهريب الأشجار ليلا.. ونحن نقوم بعدة اجراءات الآن منها مطالبة وزارة الزراعة بإصدار قرار يمنع قطع أشجار النخيل من أجل بيعها للمصانع واستخدامها كوقود.. خاضة المثمر منها.
* الدكتور محمد هاشم.. مدير عام الهيئة الزراعية بوزارة الزراعة سابقا:
رغم ان النخيل يمثل ثروة قومية لكنه للأسف مهمل هناك عدم اهتمام من القائمين علي زراعته حتي المتعاملين مع أشجار النخيل ليس لديهم المعرفة الكاملة بكيفية التعامل معها فالمفترض ان كل "سوباطة" تحتاج عشرة فروع فوقها لتغذيتها ولكن للأسف لا يفعلون ذلك بل يقومون بتقليمها بطريقة عشوائية مما يقلل من انتاجها.. حتي الاشراف الزراعي غير متوافر لدينا.. هذه الاشجار ثروة قومية يجب الحفاظ عليها بشتي الطرق خاصة اننا علي مشارف أزمة غذائية لو تم توفير التمر واللبن لن نعاني من مشاكل من سوء التغذية مستقبلا.
* الدكتور نظمي عبدالحميد .. أستاذ الفاكهة بكلية الزراعة جامعة عين شمس للأسف استغلال النخيل كوقود ليست هي المشكلة الوحيدة التي تهدد الثروة بل هناك مشاكل أخري تواجهنا مثل مرض سوسة وايدز النخيل والتي فقدنا علي اثرهما مليون نخلة في الفترة الأخيرة دون التوصل لأية حلول أو علاج.. حتي باقي الأصناف لدينا محدودة ورديئة ولا تصلح للاستهلاك المحلي أو العالمي فالعمليات البستانية لدينا غير مجزية لأنهم لا يتعاملون مع النخيل كمحصول أساسي مما جعلنا متأخرين في هذا المجال القيم والذي يمثل مصدرا للدخل في العديد من الدول.
* الدكتور عبدالعظيم الحمادي.. أستاذ البساتين وخبير زراعة النخيل:
تمتاز محافظات الصعيد خاصة محافظتي أسيوط وسوهاج بانتشار أشجار النخيل بها بنسبة كبيرة مستخدمة البذور في انتاجها وليست الشتلات مثل باقي المحافظات وبالتالي قد تكون خصائصها جيدة أو رديئة مع اختلاف نسبة انتاجها ومع انتشار مرض سوسة النخيل وفشلنا في القضاء عليه.. بالتالي يكون الحل اقتلاعها والتخلص منها سواء ببيعها واستخدامها كزينة أو حرقها وقد يلجأ المزارعون لبيعها.. نظرا لانخفاض الناتج منها ولكن هذا لا يبرر اقتلاع الأشجار السليمة وبيعها لابد من وجود قوانين تجرم التعدي علي هذه الثروة الهامة.
* طه محمد .. عضو لجنة الزراعة بمجلس الشوري:
أولاً قيمة النخلة لا تقدر بثمن فهي تعيش بالأرض مدة تتراوح ما بين 30 إلي 80 عاما ولا تحتاج من المزارع لشيء لا مياه ولا تسميد أو غيرهما من هذه الأمور المكلفة كما ان ال 150 جنيها ثمن طن النخيل لا تمثل قيمة للمزارعين ثم ان هذه المصانع تحقق أرباحا طائلة أذن فليس هناك حاجة لحرق أشجار النخيل كوقود بدلا من المازوت مع العلم ان هناك الكثير من المصانع التي بدأت العمل بالغاز الطبيعي وهو مصدر وقود رخيص جدا ونظيف لذا أعتقد ان هذا الحل مستبعد وان وجد فلابد من تكاتف وزارة الزراعة مع وزارة البيئة والمحليات للوقوف معا ومواجهة هذه المشكلة ان كانت موجودة بالفعل.