من اسمهان وكاميليا الي سعاد حسني كثير من الشهره كثير من الغموض

دعك من كل هذا الغموض واللغط الذي يحيط بقضية "سوزان تميم". واخرج إلى بلكونتك ساعة عصاري وفي يدك كوب من الشاي الثقيل واجلس وفكر وتأمل. لماذا تكون نهايات بعض من الفنانين بهذه الطريقة؟ ولماذا تستأثر الفنانات منهن بذلك الرحيل العنيف القاسي الغامض الذي إن تكشفت بعض خيوطه غرقت الأخرى في ظلام حالك؟

لماذا كانت نهايات بعض الفنانات مروعة بهذا الشكل؟ من الموت احتراقا في طائرة إلى حادث سيارة غامض؛ مرورا بالقتل المباشر الصريح بالرصاص أو السكين؟ هل لأننا لا نزال مجتمعا- وانفض عن ذهنك أي انطباعات مسبقة عن كوننا نتحدث باسم د.نوال السعداوي- تسيطر عليه الأفكار الذكورية القديمة التي ترى في المرأة - أي مرأة- كائنا جاهزا للقتال فما بالك إذا كانت هذه المرأة فنانة؟ أم لأن هؤلاء الفنانات دخلن -بإراداتهن أو مجبرات- دنيا السياسة والبيزنس وأصبح لهن شبكة علاقات تجمعهن مع سياسين ورجال أعمال ورجال كبار غامضين لا يصح أن تظهر أطراف ملابسهم في الصورة، وسط عالم قاس لا يرحم أي غلطة أو هفوة؟ أم أنه القدر- قدر هؤلاء الفنانات- و.. خلاص؟!

1
أسمهان.. الحياة والموت بحثا عن "بر"!

من اسمهان وكاميليا الي سعاد حسني كثير من الشهره كثير من الغموض 47014494dd2

من اسمهان وكاميليا الي سعاد حسني كثير من الشهره كثير من الغموض 47014494dd2

بدأ مسلسل الموت الغامض للفنانات مبكرا جدا، في النصف الأول من القرن العشرين، وتحديدا عام 1944 والبطلة هنا كانت الفنانة صاحبة الصوت الذهبي ذائعة الشهرة "أسمهان" التي بدأت رحلتها إلى النجومية في مصر ما قبل الثورة قادمة من سوريا، منحدرة من أسرة "الأطرش" الشهيرة التي كان يناضل كثير من رجالها ضد الاحتلال الفرنسي، وعلى رأسهم "فهد الأطرش" والدها مما اضطر والدتها إلى الهروب إلى مصر مصطحبة أبناءها. "أسمهان"- التي اكتسبت هذا الاسم الفني بعد أن صنعت نجوميتها مستبدلة إياها باسمها الأصلي "آمال الآطرش- ذاقت سنوات عذاب طويلة في مصر بسبب صعوبة الأحوال التي واجهت أسرتها للدرجة التي تسببت في وفاة اثنين من أشقائها بعد فترة قصيرة. لكن- وبحسب ما قاله المخرج المسرحي السوري "ممدوح الأطرش" في برنامج "محطات" لـ"قناة العربية" فإن "أسمهان كانت شخصية قدرية أقرب إلى شخصيات شكسبير من حيث الصراع والبناء الداخلي وتدخل القدر في حياتها" وهكذا كانت موهبتها في تقليد أغاني "أم كلثوم" و"محمد عبد الوهاب" سببا في أن يلتقط موهبتها الملحن "داود حسني" ليطلق عليها هو اسم "أسمهان" تيمنا باسم فتاة كان يعدها لتصبح مغنية مشهورة لكنها توفيت مبكرا.. وكأن هذا هو قدر هذا الاسم المنكوب!

بدأت "أسمهان" تهجر الغناء في الأفراح والإذاعات المحلية وهي المهنة التي مارستها مع والدتها لفترة. متجهة نحو العمل الغنائي الاحترافي لتتفتح أمامها بفضل جمالها وصوتها الخلاب كل الأبواب المغلقة ولتصبح بعد أن تغنت بـ"ليالي الأنس في فينا" و"امتى هتعرف امتى" و"عليك صلاة الله وسلامه" وبعد أن حققت تفوقا ملحوظا –مقارنة بمطربات هذا العصر- في تجاربها السينمائية المبكرة "انتصار الشباب" واحدة من أهم نجمات المجتمع المخملي في مصر الملك فاروق، قبل أن تختم مشوارها السينمائي القصير بفيلم "غرام وانتقام" وكأنها كانت تستشرف رحيلها المبكر الذي سيحدث في نفس العام!

أما الرحيل الغامض فجاء بعد انقلاب السيارة التي تقلها متجهة إلى رأس البر -المصيف المصري الأهم والأرقى والأشهر في سنوات الأربعينيات- في الترعة المواجهة لقرية شرنقاش المجاورة لمدينة طلخا الآن. لقيت أسمهان مصرعها على الفور في الحادث في الوقت الذي قفز فيه سائقها الخاص من السيارة قبل وقوعها في الترعة ليختفي بعدها حاملا معه سر ما حدث إلى الأبد.

الرحيل المباغت الذي جاء في ذروة شهرتها، فتح باب الشائعات والأقاويل على مصراعيه. للدرجة التي طالت فيه الاتهامات السيدة "أم كلثوم" التي قيل إنها دبرت الحادث بعد أن تجاوزت شهرة أسمهان شهرتها. كما قيل أيضا إن زوج أسمهان السابق "أحمد سالم" كانت له يد في الحادث بعد أن هجرته. فيما يظل القول الأكثر شيوعا بأنها راحت ضحية للعبة مخابرات حينما قبلت التعاون مع المخابرات البريطانية من أجل نقل معلومات لها من فلسطين ولبنان وسوريا والأخيرتان كانتا تحت الاحتلال الفرنسي في هذا الوقت.. على كل تبقى كل هذه اجتهادات دون قرينة واحدة تؤكد تفسيرا على حساب الآخر. وإذا كان يمكن للبعض أن ينظر للحادث على أنه "قدري تماما" فهذا أمر وارد بكل تأكيد وإن كان يبدو شاذا ولا يتفق مع طبيعة الحياة التي عاشتها "أسمهان" منذ أن ولدت في عرض البحر على سفينة كانت تحمل أسرتها من تركيا إلى بيروت وحتى وفاتها في حادث انقلاب السيارة في الترعة.. وكأنها ارتبطت دوما بالماء الذي يحفر طريقه في قلب الأرض بقوة حتى يسقط من عل.

2
كاميليا.. الموت بدلا من "أنيس منصور"!

من اسمهان وكاميليا الي سعاد حسني كثير من الشهره كثير من الغموض 40631543vn5

من اسمهان وكاميليا الي سعاد حسني كثير من الشهره كثير من الغموض 40631543vn5

المخابرات والملك والصحافة. ثلاثة متهمين يقفون وراء الموت المفاجئ الغامض لفاتنة السينما المصرية في سنواتها الأولى "كاميليا". طفلة كانت هذه الفتاة الجميلة "كاميليا" لم تكن تمتلك موهبة تمثيلية فذة بكل تأكيد. ولم يكن لديها ما يميزها عن باقي بنات جيلها من الفنانات سوى فتنتها وأنوثتها الطاغية. هي تلك الفتنة والأنوثة التي دفعت ثمنها غاليا جدا لتموت وهي في عمر الزهور، ولم تبلغ بعد الحادية والعشرين من عمرها رغم أنها تركت وراءها عشرات من القصص والأخبار المثيرة التي يمكن أن تصنعها فتاة عمرت ألف عام.

أكبر دليل على استنزاف واستهلاك "كاميليا" هي أنها قدمت 19 فيلما- أشهرها قمر 14- المليونير- بابا عريس" في 4 سنوات فقط (1947-1950)، وأنها كانت مسرحا للتنافس بين عدد كبير من مشاهير هذا العصر منهم الملك فاروق نفسه والصحفي الأشهر "مصطفى أمين" بل إن أحد الباحثين يذهب- في كتابه "اليهود في مصر" الصادر عن الهيئة العامة للكتاب ضمن سلسلة "تاريخ المصريين"- للقول بأن الكاتب الصحفي "مصطفى أمين" هو الذي أطلق شائعة أن "كاميليا" يهودية مستفيدا من كونها مولودة لأب يهودي التقى أمها صدفة في إيطاليا، وكل هذا- والعهدة في هذه الرواية على نفس الكتاب- بسبب أن "كاميليا" رفضت أن تقابل "مصطفى أمين" بعدما طلب منها هو ذلك. نفوذ وقوة وسطوة "أمين" قبل الثورة تؤيد إلى حد ما هذه الرواية. بل إن الباحث "شريف سيد عفت" يذهب في كتابه المهم "تاريخ أقل قبحا" للتأكيد على هذه الرواية –دون أن يذكر اسم مصطفى أمين مكتفيا بالإشارة إليه بـ"الصحفي الكبير".

الروايات المتداولة غير الموثقة تشير إلى أن الملك فاروق أراد هو الآخر أن يتقرب من "كاميليا" لكنه اكتشف أنها مصابة بمرض يمنعها من معاشرة الرجال بشكل سليم. وبحسب كتاب "اليهود في مصر" فإن الملك فاروق نفسه تدخل من أجل علاجها لدى طبيب في الخارج، ولكن في إحدى رحلاتها العلاجية هذه وهي في طريقها من مصر إلى أمريكا سقطت بها الطائرة بالقرب من مركز كوم حمادة بالبحيرة لتموت محترقة مع باقي ركاب الطائرة الخمسة والخمسين لتخرج بعدها الأقاويل المتضاربة من أن المخابرات البريطانية هي التي دبرت هذا الحادث للتخلص منها بعدما تعاونت معهم لفترة ولتزيد لوعة الملك فاروق عليها فيسهل الضغط عليه فيما بعد.

لكن هذه رواية لا يؤكدها الصحفي الكبير "أنيس منصور" الذي أكد في مقال نشرته جريدة الشرق الأوسط عام 2005 أنه في هذا اليوم -آخر أغسطس 1950- كان متجها في مهمة صحفية من مصر إلى أمريكا بعدما انتقل لتوه من الجريدة المسائية إلى جريدة الأهرام إلا أنه تخلف عن السفر واللحاق بالطائرة في اللحظات الأخيرة بعدما شعر بالقلق على والدته المريضة وفي المطار وجد الناقد الفني المعروف "حسن إمام عمر" بصحبة "كاميليا" التي تنازل لها "أنيس منصور" عن تذكرته لتلحق بالطائرة التي لم يكن بها أي مكان لها.. بعد دقائق ستستقل "كاميليا" الطائرة التي كان يفترض أن يستقلها "أنيس منصور" لتنفجر وتموت ليكتب بعدها "منصور" بعد أكثر من نصف قرن مقالا بعنوان "ماتت لأعيش أنا"!.. هل يعني هذا أن الأمر قدري؟ ربما.. لكن استرجع شريط حياة "كاميليا" وفكر.

3
ذكرى.. توصيل القتل للمنازل!

من اسمهان وكاميليا الي سعاد حسني كثير من الشهره كثير من الغموض 39670859kk0

من اسمهان وكاميليا الي سعاد حسني كثير من الشهره كثير من الغموض 39670859kk0

ك
ان لمقتل الفنانة التونسية "ذكرى" على يد زوجها المصري "أيمن السويدي" في عام 2003 صدى مدويا، لأن طريقة القتل كانت غير معتادة في المجتمعات العربية بعدما أطلق الزوج على زوجته عددا ضخما من الرصاصات تراوح ما بين 20 إلى 80 رصاصة حسب التقديرات المتباينة. لم تنفك إلى يومنا هذا الشفرة التي دفعت بـ"أيمن السويدي" وهو رجل الأعمال الناجح الميسور ليقدم على فعلته هذه القريبة بشدة من الأفلام السينمائية خاصة أنه قام بالانتحار بعد أن تأكد من مقتل زوجته التي أطلق عليها الرصاص في منزلهما. التفسير السريع ذهب إلى وجود خلافات بين "السويدي" و"ذكرى" وأن الأول عندما أقدم على فعلته لم يكن في حالة اتزان كافية، والبعض مال إلى "التحليل السويسري" القائل بإقدام بعض الأثرياء في سويسرا- ذلك البلد الغني- على الانتحار بسبب الاكتئاب من الحياة المرفهة. فيما بقيت قصة تروى بحذر شديد عن وجود "يد خليجية" في الجريمة متعلقة بأحد أمراء دولة نفطية مهمة لقي مصرعه في توقيت متزامن مع مقتل "ذكرى" وانتحار زوجها وإن بقيت تلك الرواية تنقصها الأسانيد متوقفة عند حد الشائعات المرتبطة عادة بوجود علاقات تجمع بين الفنانات والأمراء العرب، في كل الأحوال فالثابت أن جريمة قتل "ذكرى" كانت نموذجا للتشابك بين الفنانات ودنيا البيزنس وما يصاحب ذلك من علاقات غامضة وتفاصيل غير معروفة تنتهي في كثير من الأحوال برصاص يسكن في القلب أو سكين يرشق في الرقبة.

4
سعاد حسني.. الرحيل على طريقة "السندريلا"!

من اسمهان وكاميليا الي سعاد حسني كثير من الشهره كثير من الغموض 25961248kk5

من اسمهان وكاميليا الي سعاد حسني كثير من الشهره كثير من الغموض 25961248kk5

رغم أن التحقيقات الرسمية للشرطة البريطانية ذهبت إلى اعتماد حادث سقوط الفنانة "سعاد حسني" من أعلى شرفتها في البناية التي كانت تقيم فيها بلندن باعتباره "حادث انتحار" إلا أن تلك الفرضية لاتزال تجد رفضا من بعض الأفراد والجهات مصرين على أن السندريلا الراحلة "قتلت" ولم تنتحر.

كانت ملامح "سعاد حسني" المصرية جدا وشقاوتها وخفة دمها المعجونة بمياه النيل سببا رئيسيا- إلى جانب مواهبها الفنية المتعددة بالطبع- في كونها صارت "أيقونة" أنثوية يتطلع إليها كثيرون في بر مصر. لا يقف الأمر عند حد المعجبين المهووسين بأفلامها وأغانيها وإنما وصل إلى حدود السياسيين وكبار البلد في سنوات الستينيات والسبعينيات ولعل اعتراف الجاسوس المصري الشهير "جمعة الشوان" مؤخرا بأنه تزوج من سعاد حسني لعدة أشهر خير دليل على هذا.

دراما حياة "سعاد حسني" وصلت إلى ذروتها بانضمامها للعمل في صفوف المخابرات المصرية في عز سطوة مديرها القاسي "صلاح نصر" الذي اعترف نجله د."هاني" في حوار أجراه معه الزميل "سامي كمال الدين" في مجلة الأهرام العربي عام 2005 أن والده "صلاح نصر" جند بالفعل "سعاد حسني" للعمل في المخابرات المصرية كاشفا عن أن والده كان يعتبرها- أي سعاد حسني"- "عميلة مخابرات خايبة لم تكن تؤدي المهام التي توكل لها بكفاءة لأنها كانت تهتم بحياتها الشخصية على حساب العمل". لم يوضح نجل "صلاح نصر" طبيعة المهام التي كانت تقوم بها "سعاد حسني" لصالح المخابرات المصرية في ذروة سيطرة الأخيرة على الشئون الداخلية للبلاد، لكن هذه الشهادة كافية لتوضيح أن قدم السندريلا انغرست حتى العمق في أوحال السياسة.

ولعل هذا ما دفع البعض للقول بأن حادث انتحارها الذي وقع في يونيو 2001 ليس كذلك وإنما تعرضت لعملية قتل مدبرة بعدما تناثرت أخبار عن نيتها كتابة مذكراتها وهو أمر كان سيكشف العديد من الأسرار الخفية التي قد تطول النشاط السري السابق لأسماء "مرعبة" ربما يكون بعضها في مناصب مرموقة حاليا، وهكذا اتحد هؤلاء من أجل التخلص من "سعاد حسني" التي كانت تعيش في شبه عزلة في لندن. فيما يذهب الفنان "سمير صبري" الذي نفذ تحقيقا تليفزيونيا عن وفاة سعاد حسني- للقول بأن السندريلا قد قتلت بدافع السرقة استنادا لاختفاء 45 ألف جنيه إسترليني من شقتها بعد سقوطها من أعلى الشرفة.

في كل الأحوال الثابت أن غموض النهاية يتجلى في حالة "سعاد حسني" التي رحلت عن الدنيا بنفس طريقة السندريلا -في تلك القصة الأسطورية الشهيرة- عندما اكتشفت أن الساعة اقتربت من منتصف الليل وأن الصفقة التي أبرمتها مع الساحرة أوشكت على الانتهاء.. هكذا كان الرحيل سريعا ومباغتا ومرتبكا لتترك خلفها فردة من حذاء استطاع بها الأمير في اليوم التالي التوصل إلى محبوبته.. لكن هذا أمر لم يتكرر مع "سعاد حسني" التي رحلت بشكل سريع ومباغت ومرتبك تماما كأي سندريلا لكنها لم تترك وراءها أثرا يمكن أن يتعرف من خلاله أحد على الأسباب الحقيقية لانتحارها أو.. قتلها.

» فيلم (( الجوع )) DVDRip لـ سعاد حسني . محمدو عبد العزي
» حصريا فيلم (الكرنك) بطولة سعاد حسني و نور الشريف للكبار فقط
» حصريا ولاول مرة فيلم (( عائلة زيزي )) جودة ممتازة لـ فؤاد المهندس سعاد حسني
» كلـيب بامبي سعاد حـسني
» الفيلم العربى الاختيار -سعاد حسنى